يذكر الأستاذ عباس السيسي أنه ذات يوم دخل عليه معتقل جديد فتعامل معه بحرص؛ ظنًّا منه أنه قد يكون جاسوسًا عليه، وتولد هذا الهاجس بسبب التعذيب الذي كان يقع على الإخوان، وشعر الضيف بالعطش غير أنه لا يستطيع الحركة بسبب آلام التعذيب، فسارع الأستاذ عباس وملأ القصرية ماء وأتى بها له فشرب، وشعر بشيء من الأنس معه، فذكر الضيف أنه كان يعمل ساعيًا في مصلحة حكومية غير أنه ذاكر وحصل على الإعدادية، لذا عينته المصلحة في وظيفة كاتب، وجلس على مكتبه ثم بدأ ينادي على الساعي، وقد كان زميله في العمل من قبل، فحقد الزميل عليه فكتب فيه شكوى يتهمه أنه من الإخوان فقبضوا عليه.
وبعد ذلك زاد اطمئنانه للحاج عباس فقال له: والله يا أخي أنا كنت في أسرة مع الإخوان، وكل ما عملناه أننا كنا نقرأ القرآن الكريم، ونقرأ في سيرة ابن هشام، وكتاب فقه السنة، ولا شيء غير ذلك.
ثم سأل الحاج عباس: ترى مثلي يُحكم عليه بكم؟
فقال له: أنت بالكثير تأخذ "سنة سجن".
فقال الضيف: حرام عليك سنة كتير قوي.
فرد عليه: أمال أنا أعمل إيه اللي منتظر حكم الإعدام؟!
فقال الضيف في عفوية: ما هو أنت تستاهل الإعدام، فضحك الحاج عباس وقال له: بقى أنا عاوز أخفف عنك.. وأنت عاوز تعدمني، فاعتذر الأخ.
إعداد: عبده مصطفى دسوقي.