حرف (خ).

الخوارزمي




هو أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي، عالم مسلم يعتبر مؤسس علم الجبر الرياضي، وبرع في علوم الفلك والجغرافيا أيضًا، ويعد من أوائل علماء الرياضيات المسلمين، كما أن أعماله أسهمت بشكل كبير في تطور وتقدم علم الرياضيات عبر التاريخ، له كتب ومؤلفات كثيرة في أكثر من مجال، كما عمل بدار الحكمة ببغداد.

ولد الخوارزمي عام 781م بالعراق، ولكن أغلب المؤرخين يقولون بأن أصله من مدينة خوارزم، وتسمى حاليًّا خيوا، وهي مدينة جنوب جمهورية أوزبكستان؛ حيث انتقل أهله منها إلى بغداد، ولكن بعض المؤرخين يقولون بأن أصله عربي من العراق، وتوفي عام 850م.

استفاد الخوارزمي من تعيين الخليفة العباسي المأمون له كأمينًا على خزانة كتبه بدار الحكمة ببغداد، خاصة أن المأمون كلَّفه وقتها بترجمة الكتب اليونانية القديمة إلى العربية، فكانت فرصة طيبة ليستفيد الخوارزمي من علوم هذه الكتب والمؤلفات العربية والغربية، فدرس الرياضيات والفلك والتاريخ.

قال عنه العالم الإيطالي ألدو مييلي: "إذا انتقلنا إلى الرياضيات والفلك، فسنلتقي منذ البدء بعلماء من الطراز الأول، ومن أشهر هؤلاء العلماء أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي".


طابع بريدي أصدره الاتحاد السوفيتي عام 1983م في الذكرى 1200 لميلاد الخوارزمي

استطاع الخوارزمي أنْ يؤسس علمًا جديدًا مستقلاً، ألا وهو علم الجبر، الذي ما زال حتى الآن يحمل نفس الاسم سواء باللغة العربية أو اللغات الأجنبية الأخرى، كما يرجع الفضل للخوارزمي في تعريف العرب بالأرقام الهندية، والتي تستعمل في الكتابة في معظم البلاد العربية حاليًّا, أما الأرقام العربية فهي المستخدمة حاليًّا في البلاد الغربية وعدد من دول شمال إفريقيا.

تمكَّن الخوارزمي من ابتكار علم الحساب، لذلك لقبه العرب أبو علم الحاسوب.

برع الخوارزمي في الفلك والجغرافيا، ورسم الخرائط، كما يعود إليه الفضل في تعريف العالم بالأرقام العربية والصفر العربي، وظلت كتبه تدرس في أوروبا حتى القرن السادس عشر، أي بعد ترجمة كتبه بأربعة قرون.

ألف الخوارزمي كتاب "الجبر والمقابلة" بتكليفٍ من الخليفة المأمون، وتُرْجِمَ الكتاب في القرن الثاني عشر الميلادي إلى اللغة اللاتينية، مما ساعد على انتشاره في العالم كله، كما تمَّ تحقيق هذا الكتاب ومراجعته على يد الدكتور مصطفى مشرفة، والدكتور محمد مرسي أحمد، ثم صدر الكتاب لأول مرة في القاهرة في العام 1939م.

استفاد العرب من أبحاث الخوارزمي في الفلك، خاصة أبحاثه المتعلقة بالجداول الفلكية المعروفة باسم "زيجا"؛ حيث أثرت جداوله فيما بعد على الجداول الأخرى التي وضعها العرب بعد ذلك في هذا المجال.

استطاع الخوارزمي من خلال التجربة والبحث أن يصحح أبحاث العالم الإغريقي بطليموس الخاصة بالجغرافيا، كما أشرف الخوارزمي بنفسه على 70 جغرافيًّا تمَّ تكليفهم برسم خريطة للعالم، وكان من أشهر كتبه في الجغرافيا كتاب "صورة الأرض".