في إحدى الزيارات أقسم واحد من الناس أن يتناول الأستاذ البنا ومن معه طعام الغداء عنده، وفي دار الرجل انتظر المدعوون ساعتين لإعداد طعام للضيوف، وكان الداعي يتردد بين الحين والآخر بين حجرة الضيوف وداخل داره، فنظر الإمام البنا إلى الرجل وقال ضاحكًا: كفى ما تم من الطعام، لا لزوم للأرز ولا البطيخ. فبهت الرجل وزاغت عيناه، وهتف: الله أكبر.
لقد كان الرجل بالفعل أرسل في طلب أرز من البلد المجاورة فتأخر وصوله، كما أن البطيخ وجد فاسدًا، فأرسل في طلب كمية أخرى.
وتهامس الريفيون وراحوا يتبادلون نظرات الإعجاب والتقدير، وبعضهم يهتف: الله أكبر... ما شاء الله، ولكن الإمام البنا لم يتركهم في حيرتهم فكشف في بساطة غير متكلفة عن حقيقة الأمر، فأشار إلى طفلة صغيرة في الرابعة من عمرها هي بنت صاحب الدار كانت قد جلست إلى جواره، وراحت تتحدث في براءة الطفولة عما أعد من طعام، وقال: هذه هي مصدر الخبر فضحك الجميع.
الأربعاء أغسطس 26, 2009 9:00 pm