شبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب مـــــــــــصـــــــــــــــر
شبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب مـــــــــــصـــــــــــــــر
شبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب مـــــــــــصـــــــــــــــر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب مـــــــــــصـــــــــــــــر


 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فتح مصر 20هـ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مدير المنتدى
Admin
Admin
مدير المنتدى


ذكر عدد الرسائل : 184
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 25/02/2009

فتح مصر 20هـ Empty
مُساهمةموضوع: فتح مصر 20هـ   فتح مصر 20هـ Icon_minitimeالأحد أغسطس 30, 2009 6:42 am

"إنك إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعونًا لهم، وهي أكثر الأرض أموالاً".. بهذه العبارة الموجزة التي تلخِّص القيمة الإستراتيجية والاقتصادية وقبلهما الدينية لفتح مصر، حرَّض عمرو بن العاص الخليفة الثاني عمر بن الخطاب على الإذن له في بدء فتحها.

تقول كتابات فتوح مصر: "فلم يزل عمرو يعظِّم أمر مصر عند عمر بن الخطاب ويخبره بعظيم حالها ومكانتها حتى ركن إليه عمر وعقد له وأذن له في المسير إليها".

وقد صدَّق التاريخ ظن عمرو بن العاصي في رؤيته؛ حيث صارت مصر قلب الإسلام الخفاق بعد زمانٍ قصير من فتحها، لقد حملت اللواء ولبثت طوال العصور معقلاً منيعًا للإسلام، ومنارة ساطعة حمت تراثه وحنت عليه ورفقت به وأدته زائدا ناميًا رابيًا في أشد الأوقات وأحلكها وأعصفها.

وقد كان من آثار هذه الرؤية الإستراتيجية لفتح مصر التي يذكرها بعض المؤرخين أنه بدءًا مع رمضان سنة 20هـ التفت المؤرخون المسلمون إلى ما كانت تستمتع به من فضائل حتى ظهرت قائمة طويلة لمصنفات حملت عنوان فضائل مصر.

وقد تميز فتح مصر بما تميزت به فتوح المسلمين عمومًا من تسامح ورأفة بالشعوب التي توجَّهوا إلى فتح بلادها؛ لا يريدون سوى إيصال كلمة الله إليها، وقد تجلَّت فيما يلي:

أولاً: اعتبار مصر كلها في ذمه الله سبحانه وذمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أنها فُتحت عنوةً، أي بقوة السلاح؛ ولهذا الأمر آثار مادية تمثَّلت في ترك أرضها لأهلها، فلم يستغل المسلمون أرضًا ولا ضياعًا ولا أملاكًا مما يوجبه الفتح التي سمي باسم العنوة، هذا فتح يسعى إلى الإعمار!

ثانيًا: تأمين أهل مصر من النصارى وتأمين كنائسهم بدون تعرض لها.

ثالثًا: تعمير الجسور وتخطيط القرى والمدن.

رابعًا: براءة الفاتحين من جرائم الحضارة كما أثبتت الدراسات؛ فلم يحرق المسلمون معبدًا ولا مكتبة ولا هدموا أثرًا!

لقد كانت أخلاق الفاتحين المسلمين المتسامحة سببًا في كثير جدًّا من الروايات التاريخية التي تتغنَّى بساحة الإسلام وأهله.

والمدهش أن كثيرًا من المؤرخين الغربيين والنصارى الذين عاصروا الفتح كانوا قد شهدوا بهذا، ومن هؤلاء المؤرخ يوحنا النقيوسي الذي يقول: "وكان عمرو يقوي كل يوم عمله؛ يأخذ الضرائب التي حدَّدوها ولم يأخذ شيئًا من الكنائس ولم يرتكب شيئًا ما سلبًا أو نهبًا، وحافظ عليها طوال الأيام".

وهذا نصٌّ واحد من نصوص كثيرة شاهدة على عدل الفتح وحضارته، وقد ظهرت هذا الأخلاق السامية في الأمان الذي أعطاه عمرو لأهل مصر، وهو العهد الذي أثبته يوحنا النقيوسي الذي يروي في كتابة نصه؛ حيث يقول: "بسم الله الرحمن الرحيم.. هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وبرهم وبحرهم؛ لا يدخل عليهم شيء من ذلك ولا ينتقص، وعلى أهل مصر أن يعطوا الجزية على الصلح، وعليهم ما جنى لصوصهم، وإن نقص نهرهم من غايته رفع عنهم بقدر ذلك".

في هذا العهد الذي اختصرناه رعاية وشفقة بالمصريين وعدم عسف بهم وتقرير حرياتهم في التملك والتدين ومراعاة الجزية لأحوال النهر زيادةً ونقصانًا؛ حتى لا يشق الأمر عليهم، وهذا أبلغ رد على من زعم مثلاً أن لسان العرب انتشر بالقهر، أي قهر مع هذا الأمان البالغ؟!

لقد استطاعت مصر حضاريًّا وثقافيًّا أن تكون يدًا قويةً استعان بها تاريخ الإسلام في بناء حضارته مما صدق ظن عمرو فيها؛ فتميزت مصر شخصية تاريخية وحضارية وعلمية حتى صح في هذا الباب إطلاق عنوان (المدرسة المصرية) في ميادين معرفية كثيرة.

ويكفي لكي نثمِّن الركون المصري إلى فتح الإسلامي والرضا بالعربية أن نعلم أنه قد تتابع على مصر حكم أجنبي طويل لمستعمرين، من أمثال الهكسوس والآشوريين والفرس واليونان والرومان، دون إن يتمكَّن أحد من فرض لغته على مصر حكومةً وشعبًا، أو القضاء على اللغة الوطنية المصرية تمامًا، حتى جاء العرب فتمكَّنوا من ذلك لاعتبارات عديدة ليس منها قهر العرب المسلمين.

إن تحول مصر إلى العربية إعلان صريح من جانبها بأنها أدركت فارق ما بين الفتح الإسلامي الإعماري والغزو والاحتلال!

أخذت مصر بالإسلام، ونهضت وتميزت، وردَّت الجميل وما يزال المأمول منها كثيرًا باسم العشق لهذا الدين تتحرَّك لتحميَه وترعى لسانه.


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shababmassr.ahlamontada.net
 
فتح مصر 20هـ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب مـــــــــــصـــــــــــــــر :: رمضان بالخير أقبل :: الفتوحات الرمضانية-
انتقل الى: